سورة الرعد - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الرعد)


        


{والذين آتيناهم الكتاب} يعني: مؤمني أهل الكتاب {يفرحون بما أنزل إليك} وذلك أنَّهم ساءهم قلَّة ذكر الرحمن في القرآن مع كثرة ذكره في التَّوراة، فلما أنزل الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} فرح بذلك مؤمنو أهل الكتاب، وكفر المشركون بالرَّحمن، وقالوا: ما نعرف الرَّحمن إلاَّ رحمان اليمامة، وذلك قوله: {ومن الأحزاب} يعني: الكفَّار الذين تحزَّبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم {مَنْ ينكر بعضه} يعني: ذكر الرَّحمن.
{وكذلك} وكما أنزلنا الكتاب على الأنبياء بلسانهم {أنزلناه حُكْماً عربياً} يعني: القرآن؛ لأنَّه به يحكم ويفصل بين الحقِّ والباطل، وهو بلغة العرب {ولئن اتبعت أهواءهم} وذلك أنَّ المشركين دعوه إلى ملَّة آبائه، فتوعَّده الله سبحانه على ذلك بقوله: {ما لك من الله من ولي ولا واق}.
{ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً} ينكحونهنَّ {وذرية} وأولاداً أنسلوهم، وذلك أنَّ اليهود عيَّرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثرة النِّساء، وقالوا: ما له همَّةٌ إلاَّ النِّساء والنِّكاح {وما كان لرسول أن يأتي بآية إلاَّ بإذن الله} أَيْ: بإطلاقه له الآية، وهذا جوابٌ للذين سألوه أن يوسِّع لهم مكَّة. {لكل أجل كتاب} لكلِّ أجلٍ قدَّره الله، ولكلِّ أمرٍ قضاه كتابٌ أثبت فيه، فلا تكون آيةٌ إلاَّ بأجلٍ قد قضاه الله تعالى في كتابٍ.
{يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمُّ الكتاب} اللَّوح المحفوظ، يمحو منه ما يشاء ويثبت ما يشاء، وظاهر هذه الآية على العموم، وقال قوم: إلاَّ السَّعادة والشَّقاوة، والموت والرِّزق، والخَلق والخُلق.


{وإمَّا نرينك بعض الذي نعدهم} من العذاب {أو نتوفينك} قبل ذلك {فإنما عليك البلاغ} يريد: قد بلَّغت {وعلينا الحساب} إليَّ مصيرهم فأجازيهم، أَيْ: ليس عليك إلاَّ البلاغ كيف ما صارت حالهم.
{أَوَلَمْ يروا} يعني: مشركي مكَّة {أَنَّا نأتي الأرض} نقصد أرض مكَّة {ننقصها من أطرافها} بالفتوح على المسلمين. يقول: أولم ير أهل مكَّة أنَّا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم ما حولها من القرى، أفلا يخافون أن تنالهم يا محمد {والله يحكم} بما يشاء {لا معقب لحكمه} لا أحدٌ يتتبع ما حكم به فيغيِّره، والمعنى: لا ناقض لحكمه ولا رادَّ له {وهو سريع الحساب} أَي: المجازاة.
{وقد مكر الذين من قبلهم} يعني: كفَّار الأمم الخالية، مكروا بأنبيائهم {فلله المكر جميعاً} يعني: إنَّ مكر الماكرين له، أَيْ: هو من خلقه، فالمكر جميعاً مخلوق له ليس يضرُّ منه شيءٌ إلاَّ بإذنه {يعلم ما تكسب كلُّ نفس} جميع الأكساب معلومٌ له {وسيعلم الكافر} وهو اسم الجنس {لمن} العاقبة بالجنَّة، وقوله تعالى: {ومن عند علم الكتاب} هم مؤمنو أهل الكتابين، وكانت شهادتهم قاطعةً لقول أهل الخصوم.

1 | 2 | 3 | 4